فى خطوة جريئة تعد ثورة في عالم البناء، لم تكن تخطر على البال من قبل، بدأ المعماريون في الدول الأجنبية يفكرون في بناء مباني تكون صديقة للبيئة.
لذلك بدؤوا باستخدام الخشب بدلاً من الحديد والإسمنت، وتنافسه فى بناء المباني المرتفعة، لذلك سوف نلقي نظرة على بعض المشاريع الناجحة أو التي فى طور الإنشاء لهذه الأبراج الخشبية، التي سوف تكون مباني المستقبل.
أعتقد أن هناك دور للخشب فى المدن.. مايكل جرين فى محاضرة على موقع TED
المحاضرة
11% هي نسبة الطاقة والغازات الدفيئة المنبعثة من المنازل المبنية من الحديد والإسمنت
وتعرف الغازات الدفيئة بأنها الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، وتمتاز بقدرتها على امتصاص الأشعة التي تفقدها الأرض “الأشعة تحت الحمراء” فتقلل ضياع الحرارة من الأرض إلى الفضاء، مما يساعد على تسخين جو الأرض، وبالتالي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي.
لذلك بدأت السويد تهتم بالمباني الخشبية، وأخذت خطوة نحو هذا العالم الجديد في التصميم المعماري بأنها تخطط حالياً في بناء أول مبنى خشبي مكون من 34 طابقاً فى مدينة ستوكهولم، وسوف تنتهي شركة “سي أف موللير” المسؤولة عن البناء في 2023.
أما في سويسرا فيوجد بعض المباني الخشبية القائمة، مثل: مبنى “تاميديا” للإعلام المكون من سبعة طوابق، أضخم قبة خشبية لتخزين الملح في أوروبا، أما في النرويج فقد تم استخدام الخشب في بناء الواجهة الخشبية المموجة لمركز كيلدن للفنون الأدائية.
أما عن الخشب المستخدم في البناء فسوف يتم معالجته ليصبح متيناً وأكثر قدرة على مقاومة الاشتعال، وفي نفس الوقت سوف يكون بديلاً رخيصاً مقارنةً بمواد البناء المتعارف عليها، بالإضافة إلى سرعة البناء بواسطة الخشب والمرونة والقوة، لذلك يجب استخدام الخشب بشكل صحيح، بأن تكون الهياكل الخشبية المستخدمة في البناء أكثر مرونة وتحملاً ومقاومة لدرجات الحرارة العالية، كما ينبغي إنتاجها من موارد الغابات المتجددة.
كل ذلك حدث في حين كانت شركة “إم جى أي” تسلم أول مبنى خشبي فعلياً يبلغ ارتفاعه نحو 29.5 متر في مدينة “برنس جورج” بمقاطعة كولومبيا البريطانية في دولة كندا، وهو مبنى تابع لمركز تصميم وابتكار الخشب الملحق لجامعة “UNBC”.
قد يفكر البعض في صعوبة السكن في مباني خشبية بدلاً من المباني التي تعودنا عليها المبنية من الحديد والأسمنت، فمثل هذه المباني قد يحترق أو لا يتحمل السكن.
لكن الأمر ليس كما تتخيل، فالخشب أكثر مقاومة للحرائق، وأكثر صموداً. فالمباني الخشبية تبنى من ألواح خشبية تم معالجتها من خلال إعادة تصنيعها وضغطها ولصقها باستخدام صمغ هندسي، بالإضافة إلى أن استخدام الخشب الجاف أفضل اقتصادياً، حيث ينصب بشكل سريع عند استخدامه في البناء، وذلك سوف يوفر في الوقت والتكلفة.
رغم أن استخدام الخشب في البناء ما زال البعض متخوف ومتشكك منه، إلا أنني أريد أن أخبرك إذا ما زلت تخشى السكن في المباني الخشبية، فسوف أخبرك أن أقدم بناء خشبي في العالم ما زال قائماً، حيث يوجد فى اليابان وتم بناؤه عام 607م.
يحمل اسم “Horyu-ji”، وقد استطاع هذا المبنى مقاومة كافة الظروف الصعبة التي مر بها، فهو يوجد في منطقة تقع في حزام الزلازل، ورغم ذلك قاومها عبر السنين، وقاوم ما يمكن أن يواجهه مثل الحرائق والنمل الأبيض وعفن الخشب.